الاثنين، 3 ديسمبر 2012

لمن تشرق الشمس

في كل صباح أسأل نفسي نفس الأسئلة... ماذا يحتوي هذا اليوم ؟ هل سيكون أفضل أو أسوء من الغد أو من الأمس؟
في كل صباح أنظر للسماء وأبحث في طياتها عن الأمل ... عن حلم أريد تحقيقه ... عن إنجاز أصبو إليه ... عن تحد أواجهه ... عن .حب أبحث عنه وأريده.... بإختصار أبحث عن حياة

تشرق الشمس فيبدأ يوم جديد لنعمل و نبحث و نسعى و نحب و نعطي وأحيانا لنأخذ ... تعلمت من الغرب قيمة العطاء و كيف تكون  محبة الأوطان دافعا لإنجازات الفرد والمجموعه ... تعلمت منهم أن أحب ما أعمل و أن أعمل ما أحب .. وتعلمت أن أدقق في تفاصيل كل شيء  وفي معاني ما يحمله كل شيء ... الشمس ليست مجرد نجم تدور حوله الأرض ... ليست مجرد مصدر للنور و الطاقة بل أيضا هي أمل متجدد وتفاؤل بالتغيير للأفضل ... هي دعوه للعمل و الجد والمثابرة والإخلاص ... ودعوة للأفضل ... ودعوة للحياة

ويبقى السؤال ... لمن تشرق الشمس ؟ 

الاثنين، 10 سبتمبر 2012

المتعلم و المثقف

المتعلم هو من يستطيع قراءة الحروف ... لكن المثقف هو من يقرأ ما بين السطور ... 

الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

شجرة


الشجرة .... يراها المزارع مصنعا للثمار.... ويراها المحب ذكريات وأماني.... ويراها الطفل متعة للتسلق.... ويراها المار وقاءا من جو حار أو ممطر.... ويراها الشاعر الخير والعطاء.... ويراها الجندي الأرض والكرامة.... ويراها العصفور عشه.... ويراها النجار أخشابا لها ثمن.... ويراها الحمقى ....... شجرة 

الأربعاء، 29 أغسطس 2012

ما لايحب أن يسمعه قومي

أنا من الأشخاص الذين يؤمنون بالإختلاف وأؤمن بأن الله سبحانه وتعالى خلقنا مختلفين لحكمة وهي أن التنوع نوع من الجمال في هذا الكون البيدع و لأننا نعيش في نظام متوازن يقوم كل عنصر فيه بوظيفة معينه تسهم في إستمراريته وتحقيق الغاية التي خلق من أجلها، وتخيلوا لو أن كل الورد لونه أصفر؟!

وقد لاحظت من تجربتي الشخصية المتواضعه أن أحد أهم أسباب تفوق الغرب بشكل خاص في عالمنا اليوم يعود لقدرتهم على توظيف إختلافات الأفرد لديهم لتحقيق هدف سام مشترك وهو تطوير بلادهم و ضمان مستقبل أفضل لابنائهم وذلك لإيمانهم بأنهم بإختلافهم يكملون بعضهم البعض و بأن الإختلاف هو من أهم العوامل المؤديه للإبداع. ومما يحزنني حقا هو أن قومنا (الأردنيون) يؤمنون بعكس هذه النظرة تماما ولذلك قررت أن أكتب هذه المقالة البسيطه لغاية في نفس سليمان سأذكرها في أخر المقال. 

بداية وقبل أن أبدأ بالإستفاضة بالموضوع علينا أن نعلم بأنه بعد إنهيار النظام الشيوعي سنحت الفرصة للدول الرأسمالية لبث فكرها وثقافتها وسياساته في كل أنحاء العالم وقد تأثرت الدول النامية (مثل الأردن) بهذه السياسات وهذا الفكر أكثر من غيرها لضعف قدرتها على مواجهة هذا التيار الجارف والمدعوم بشكل هائل ماديا وسياسيا. وقد أدى تفشي هذا النظام في الدول النامية الى وضع الأولويات المادية في المرتبة الأولى وأصبحنا (في الأردن على سبيل المثال) نسمع أكثر عن أهمية ما يسمى ب"المصالح" و تغير الأولويات والايمان بأن الغاية تبرر الوسيلة ولكن ما أؤمن به (وأترك لكم الخيار في تاييده أو معارضته) هو أن ماحدث ما كان ليحدث دون وجود  ظواهر إجتماعية سهلت هذا التغيير السلبي (بوجهة نظري) ومن هذه الظواهر ما سأذكره تاليا وأرجو أن يتسع صدركم لقرأتها والتفكير فيها بعمق.

ظاهرة العاطفة الجاهلية  


العربي عاطفي بطبعه ولو راجعنا أسوء العادات العربية حتى في الجاهلية مثل "وأد البنات" سنستنتج أنها نابعه من عاطفته الغيورة على شرفه وعرضه والتي جعلته يقوم بجريمة بشعة دون التفكير في حلول أو طرق بديلة وإنما إتباع ما وجد عليه أبائه وأجداده، واليوم (للأسف) لازال قومنا يطبقون ما أسميه العاطفة الجاهلية والتي تعني الجهل المؤدي لتغلب العاطفة على المنطق، فمثلا يقوم الأب بتدريس إبنه أو إبنته الطب ليتفاخر أو كما قال أحد الأصدقاء "يتمظهر" بأنه والد الدكتور أو الدكتورة بغض النظر عن رغبة الأبن أو البنت، فالجهل في هذه الحالة أدى الى تغليب العاطفة على مصلحة الأبن أو البنت، مثال أخر أكثر خطورة (بوجهة نظري) وهو عملية الإنتخاب فكلنا نعلم أن الكثيرون (ولا أقول الكل) ينتخبون المرشح بناءا على درجة القرابة أو المصلحة وليس لكفاءته وقدرته على تمثيلهم وهنا غلبت العاطفة مصلحة أبناء الدائرة الإنتخابية و بالتالي مصلحة الوطن. ولا أدري لماذا أتذكر ما قرأته عن حروب الردة حين قال أحدهم بأن مسيلمة وهو كاذب خير من نبي قريش. أعلم أن البعض قد بدأ يفكر في وجهة نظري بالعشائرية و التي تمثل منظومة إجتماعية رائعة للتكافل الإجتماعي وإعانة الأقارب وهي لم ولن تكن المشكلة في حد ذاتها في أي وقت أو حين وإنما المشكلة في أليات إستخدامها وتطبيقها، وسأبدأ بعائلتي التي تجمعت مع عائلات أخرى من عشيرتنا أو حمولتنا كما يسميها البعض لإنتخاب مجلس إدارة جمعية خيرية حتى لا ينجح أحد من عشيرتين أخرتين!! و السؤال هل يحتاج عمل الخير للأحلاف أم أنها أصبحت "برستيج" يسعى الكل لنيله بناءا على العاطفة الجاهلية؟! لقد أدى إنتشار هذه الظاهرة الى ما يسمى بالمحاصصة و أصبحت تضللنا عن الأولويات الأسمى والأهم والتي إن لم نهتم بها ستؤدي الى عواقب وخيمة في مجتمعنا الحبيب.

 ظاهرة تقديس الماضي


أنا أحترم جميع الأئمة والعلماء والشيوخ لكني لا أؤمن بأن ما يقولونه هو الحق ولا شيء غير ذلك فالله سبحانه وتعالى ميز الإنسان بالعقل ليفكر و يحلل و يتخذ القرارات وليس ليتبع ولو كان علينا أن نتبع دون تفكير لما كان هناك أي داعي للعقل والتفكير، ولكن من وجهة نظر أخرى فإن عاطفتنا الجاهلية وحبنا لأبائنا وأجدادنا ومدرسيينا تجعلنا نؤمن بما يقولونه دون تحليل أو وعي وذلك لأنهم إتبعوهم في الماضي فعلينا اليوم في العام 2012 أن نتبعهم ولكن ماذا لو كانوا مخطئين؟! نعم فهم بشر وليسوا ملائكة و كذلك أباؤنا وأجدادنا كانوا بشرا يصيبون ويخطئون وبوجهة نظري فإن إحترامهم لا يعني إتباع منهجهم وطريقة تفكيرهم بدون فهمها وتحليلها فقد تكون صائبة أو مخطئة، وهنا أنتقل لملاحظتي بأنه في كل مجموعة سواء أكانت عائلة او عشيرة أو منطقة جغرافية يوجد فئة صغيرة هي التي يتبعها البقية (ويمكنني القول أن هذه الفئة عادة هي الأكثر سلطة و قوة مادية) و أما البقية فهم أتباع يكررون ما يقولون ويمشون بمنهجهم دون تفكير وأخطر هذه الفئات في وجهة نظري هي الفئات التي تحرض و تشجع على التفرقات العنصرية والطائفية والإجتماعية لتحافظ على ما هي عليه وليس لأنهم يخافون على مصلحة الجماعه ويمكن أن نقول أن هذه الفئة (الرأسمالية إن جاز التعبير) تشجع دائما على عدم تقبل الأخر وهي الظاهرة الثالثة التي سأبينها تاليا.

ظاهرة عدم قبول الأخر وغياب الحوار

بداية من هو الأخر ؟ ولماذا أصبح الأخر أخرا؟ ألا نتقاطع في كثير من الأمور وأهمها اللغة والدين و حبنا للأردن، كيف أصبح إبناء نفس القرية في أحد المحافظات مختلفين وأصبحنا نسمع ب"هوش" في كل أسبوع بين الجيران والأهل والأقارب؟ 
أليس إختلاف وجهات النظر لا يفسد للود قضية؟ لكننا للأسف (الا من رحم ربي) نقدس ما وجدنا عليه أبائنا و تغلب عاطفتنا الجاهلية تفكيرنا فلا نرى الأمور الا من وجهة نظر واحدة، "طيب وبعدين؟!" ماهي الإستفادة التي سنجنيها من هذا كله؟ لماذا لا نتفق كما إتفق سكان أمريكا (ونحن أفضل منهم من كل النواحي) على إستغلال الإختلاف الذي هو أساس الإبداع و التطوير لخدمة وطننا. ما أقوله ليس شعارات رنانة ولكن فكر في مستقبل إبنك وإبني وماذا سيقولون عندما يعلمون بأننا كنا نتهاوش لإختلاف في الرأي على من نشجع من الفرق الإسبانية؟!  
إن أحد مظاهر عدم قبول الأخر أيضا هي عندما يكون الأخر أصغر منك سننا أو أقل مالا أو أقل تعليما أو أن يكون الأخر مبني على جنسه كذكر أو أنثى، و لعل الأخيرة من أكثر ما يغيظني فالذكر له أم ولدته وربته وكذلك الأنثى لها أب سخر كل قدراته لإسعادها وتربيتها وأقول لكل من يفرق أن يتذكروا أهلهم أولا. 
ولعل من أهم أسباب تفشي هذه الظواهر هو غياب الحوار لمعرفة من هو الأخر (هذا إن كان الأخر أخرا)  وكيفية إحترام تفكيره و أسلوبه في الجياة، و الحوار لا يجب أن ينتهي بإنتصار أحد الفريقين كما هو متعارف عليه ولا يقلل من هيبة الشخص إقتناعه بوجهة نظر غيره أو إحترامه لها لكن هل من متعظ؟  

ظاهرة التخوين  

الظاهرة الأخيرة والأخطر هي ظاهرة التخوين نعم يا أعزائي نحن نخون بعضنا وقد يكون البعض قد خونني (والله يسامحه طبعا)عندما  بدأ يفكر وهو يقرأ هذا المقال "طيب سليمان ليش كتب هذا المقال؟"، و بإختصار أريد أن أقول أننا بحاجة أكثر من أي وقت مضى الى "تصفاية النية" لأنه لا يعلم مافي القلوب الا علام الغيوب ولا يستطيع أي منا أن يشق عن صدر الأخر ويعلم حقيقة نواياه  ولا يمكن أن نربط قول أي شخص بمنصبه أو مكانته الإجتماعية أو بمكانة إبن خالته مثلا أو بكونه ذكرا أو أنثى أو أو أو ... 

إن ما أردته من كتابة هذا المقال هو إبراز ظواهر سلبية ليس لغايات الإنتقاص من مجتمعنا الذي لازال الخير فيه منتشرا ولكن لأني لا أرضى لأردننا الحبيب بأقل من الأفضل ولعلي أستطيع أن أساهم في تطوير بلدي التي أحب و صناعة مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

سليمان شنك 
مواطن أردني

Twitter: SulyWay

الثلاثاء، 1 مايو 2012

خبز ... محبة ... كرامة

لازالت تلك الايام لا تفارق مخيلتي ، رغم أني لست "ختيار" لكن لي ماضي جميل... اتذكر كيف كنت أحلم بأني رجل اعمال ولدي الكثير من الشركات والأملاك التي أديرها ومشاريع أحلم بتشيدها ... نعم كنت أحلم ... 

اليوم تغيرت الأحلام وأصبح أقصاها هو "إتقاء شر الناس" فنحن نعيش في عالم يسيطر عليه الوحوش... أنا لا أبالغ ففي داخل كل إنسان وحش يبحث عن "خبزه" المفقود أو يبحث عن "المحبة" الضائعه أو يبحث عن "كرامة" أضاعها ... للأسف لم تعد "مخافة الله" هي الرادع لأي تصرف ... بل إن البعض يضحك حين أقول له "اتق الله" وأصبحت اليوم أبحث في وجوه الناس عن "الخير" و"النخوة" و"الكرم" ... 
قد يعتب عليك أقرب الناس اليك لانك لم تحضر مناسبة "مهمه" بالنسبه له ولكن لايعتب عليك أحد إن لم تصلي العصر أو حتى أن تصرفت بأسلوب غير أخلاقي .... 

دائما أقول إن الانسان ... اذا فقد "إنسانيته" و"أخلاقه" أصبح بلا قيمه حتى أن المجتمعات "المتطوره" أصبحت تمجد رواد العمل الإجتماعي و"فاعلي الخير" ... اليوم أصبحت أتسأل كيف تحول المجتمع الي مجتمع "منحط" اخلاقيا، "عديم" الكرامه ويسوده الشر (طبعا الا من رحم ربي) ... والغريب أن كل من أسأله السؤال يوافقني ويقول نعم !!! "يعني أنا الي عامل كل هالعمايل ومش عارف"؟؟!! ... "مهو أكيد في حدا مسؤول عن هالحكي"

 وبعد دراسة مكثفة توصلت الى نظرية "الشبكه" ... ببساطه النظريه تقول أننا متشابكين مع بعض (لهون مافي اشي جديد) لكن الجديد هو أن كل منا يرى الأخر من وجهة نظر معين (من زاويه معينه) فأنا أرى "مسعود" مثلا كشخص مخلص لعمله لكن أباه يراه كشخص "أهبل" و قد يراه معلمه ك"عبقري" ولكن شباب الحاره يعتبروه "طنط" و .... الخ ..... كما أن لكل شخص في الشبكه تأثير على الناس الي جنبه ، يعني أنا بأثر وبتأثر بالناس الي حولي (شبكتي) ، نرجع لمسعود، مشكلة مسعود مش في نظرة الناس الي حوله اله ولكن المشكله في نظرة "مسعود" لنفسه حسب تأثير من حوله عليه وحسب تأثيره عليهم أي "موقع "مسعود" في الشبكه ... مسعود لو شلناه من الشبكه الي هوه فيها ونقلناه الى شبكه بأوروبا ممكن يصير شخص أخر لكن تأثير من حوله أثر عليه وحوله الى ماهو عليه وطبعا إذا مسعود تربى طول عمره وهوه بنطس فأكيد مش رح يكون عنده قدره يأثر على حدا ... طبعا وهاد الحكي بفسر سبب هجرة الشباب الى الخارج لانهم ببساطه بدهم يهربوا من واقع اليم مش قادرين يغيروه 

لو فهمت أنا شو كتبت رح تفهم شو العلاقه بين الخبز والمحبة والكرامة ....

سليمان شنك - من سلسلة ضمير صحي على كارثه فقرر يرجع ياخد غفوه لانه النوم صحه "على رأي الحج" 

الاثنين، 20 فبراير 2012

أجمل ما قرأت - يحدث باستمرار

في هذا القسم سأبدأ بتوثيق بعض المقولات والحكم التي أقرأها يوميا لتعم الفائده:


خرج أحدهم لصيد السمك وأراد استسهال النجاح، فأخذ ورقة وكتب عليها طعم وعلقها في الصنارة ورماها ، فلمّا رفع الصنارة لقى ورقة مكتوبة عليها سمكة!

-------------------------------------------------------------------
المتواكل هو الشخص الذي يردد بأن الصبر هو مفتاح الفرج ، ولا يكلف نفسة عناء 


البحث عن الباب الذي سيستخدم فيه هذا المفتاح لفتحه!





ليست الشجاعة دائما في الزئير...احيانا تكون في الصوت الهادئ 

الذي يأتيك في اخر اليوم قائلا...غذا سأحاول مرة اخرى


-----------------------------------------------
الفشل لوحة مكتوب عليها "ليس من هذا الاتجاه" ، لكن كثيرا من الناس يقرأونها "توقف" ياسر الحزيمي 

-------------------------------------------
الحياة لا تعطيك إلا بقدر ما تعطيها ..

 ولا تحرمك إلا بمقدار ما تحرم نفسك منها ..

 الحياة مرآة أعمالك وصدى أقوالك ..

 إذا أردت أن يحبك أحد فأحب غيرك ..

وإذا أردت أن يوقرك أحد فوقر غيرك ..

 إذا أردت أن يرحمك أحد فارحم غيرك ..

 وإذا أردت أن يسترك أحد فاستر غيرك ..

إذا أردت الناس أن يساعدوك فساعد غيرك ..



وإذا أردت الناس أن يستمعوا إليك ليفهموك    فاستمع إليهم لتفهمهم أولاً .. 


لا تتوقع من الناس أن يصبروا عليك إلا إذا صبرت عليهم اولا

--------------------



الثلاثاء، 14 فبراير 2012

الفلانتاين ايضا ... فيه شبهة فساد


لعل من يقرأ عنوان هذه المقالة سيظن انني سأكتب إشاعه جديده عن إحدى الشخصيات أو المؤسسات الوطنيه للفت الانتباه أو التظاهر بمعرفه أسرار خطيرة أو اني أنوي خوض جدال الحلال و الحرام ورأي الدين من الفلانتاين و غيره من الأحداث أو الإحتفالات ولكني لن أكتب عن أي مما سبق لإيماني بأن هنالك من هو أقدر و أكثر معرفة للكتابه في هذه المواضيع ولكني أود في هذه المقالة تسليط الضوء على جوانب معينه متعلقه بهذه الاحداث أو الإحتفالات من وجهة نظري الشخصية البحته المبنيه على بعض القرأت السابقه. 

كلنا يعلم أن إنهيار النظام الشيوعي وسيطرة الدول الرأسماليه على الإعلام ورأس المال قد اتاح المجال لهذه الدول لنشر ثقافاتها وتطبيق مبادئ الرأسماليه في العالم، وجميعنا يلاحظ نجاح هذه الخطط حيث ان الاهتمامات الماديه للفرد قد طغت على اية اهتمامات اخرى واصبحت الاولوية الاولى في حياة الكثيرين سواءا أدركوا ذلك أو لم يدركوه.

 وقد ساهمت هذه الثقافة و القناعات في إفقاد الإنسان لكثير من الجوانب الإنسانيه في حياته بشكل واضح فالاهتمام الأول والأخير بات هو الحصول على المال والسلطة بأي شكل من الأشكال مما إنعكس سلبا على العلاقات الإجتماعيه مثل علاقة الفرد بوالديه وابنائه وحتى على علاقاته بالكون مثل علاقة الفرد بالطبيعه. 

ولأن الفرد ليس آلة تعمل وفق قوانين الفيزياء و الرياضيات بمخرجات محدده، كما تؤكد جميع قوانين علم الإداره الحديثه ،فقد أصبح الأفراد يولون أهتماما أكبر بأي حدث أو إحتفال يلامس البعد الإنساني لديهم مثل الفلانتاين او يوم الأم أو يوم الشجره لأن هذه الأحداث تحاكي ما يفتقدوه عادة في حياتهم اليومية، لكن الخطورة هنا أصبحت تكمن في آليات إستغلال هذه الأحداث  بطريقة رأسماليه بحته من قبل المسوقين والباعه. فعلى سبيل المثال نلاحظ ان أساليب التسويق للمنتجات المتعلقه بهذه الأحداث تركز على إستغلال الغايه (وهي الربح) بأية وسيلة (وهي إستغلال البعد الإنساني) و للتوضيح سأذكر لكم بعض الإعلانات التي قرأتها ... إعلان أدوات كهربائيه في يوم الام يقول "ما بتغلاش على ست الكل" أو بمعنى أخر تداين عشان تشتريها حتى لو ما معك لتثبت لأمك أنك بتحبها ... مثال أخر أبسط من ذلك ... بتوقف على الاشاره بيجيك بائع متجول يحمل ألعاب و أول عباره بحكيها "فرح إبنك بلعبه" ... طبعا إذا ما إشتريت فإنت ما بدك تفرحه!!! ...

الباعه و المسوقين دائما يضعون أنفسهم مكان صاحب القرار ويفكرون بأسرع وسيله (أو أي وسيله) حتى يبيعوا (أي غايتهم) ... فهم يعلمون أن "الثقه" قد أصبحت في أقل مستوياتها بين أفراد المجتمع (طبعا الا من رحم ربي) وأن كثير من الناس لن يتمكنوا من إتخاذ قرار يزعز ثقة الفرد بالأخرين وبالتالي فإنهم يتحكمون بسياق العملية لتحويلها من عملية إقناع بالمنتج إلى عملية "إحراج" لنيل الثقة أو لا أخذين بعين الإعتبار أن إنشغال أغلب الأفراد عن علاقتهم الإجتماعيه يزيد من إحتمالية نجاح خططهم.

حتى لا ألقي بكامل اللوم على الباعه و المسوقين فهناك مسؤوليه على الفرد و المستهلك (الأم أو الإبن في الأمثله السابقه) الفرد أو الزبون المستهدف إنشغل بالبحث عن أولويات مثل العمل و التجاره وعلاقاتها بإعتقاده أنها ستحقق له السعاده و الإستقرار الإجتماعي واللوم إيضا على المستهلك الذي لم يحلل السياق و أراد أن يختبر "الثقة" في هذه الحالة.

الفساد هو اسم من الفعل فسد أي بطل أو خرب أو كما يعرفه البعض أخذ المال ظلماً من دون وجه حق و هنا أقول أن هذه الأحداث قد فتحت بابا للفساد، فالباعه والمسوقين فاسدين لانهم يأخذوا المال بهذه الحالة دون وجه حق وبإستغلال سيف الحياء و الإحراج.

إن المطلوب منا اليوم هو تعزيز الثقة في المجتمع، الباعه و المسوقين قد يكونوا عنصرا خارجيا يريدون أن يزعزعوا ثقة المواطن بأمه (وطنه) أو إخوانه وأبنائه (المواطنين) بأسلوب رخيص لتحقيق مصالحهم.

ما أردته من هذه المقاله هو أن أوصل برسالة بسيطه الى إخواني وأخواتي في وطننا الحبيب بأن علينا جميعا أن نفهم وندرك بأن البائع (خصوصا للأفكار السلبيه والمحبطه والتي من شأنها إثارة الفتن) لا يكترث بسعادتكم بل بما يصبو اليه.

حفظ الله الأردن وملكه و شعبه وحفظ الله العرب والمسلمين