الأحد، 10 أبريل 2011

"ليش؟" و "اين؟" و "كيف؟" نظرية معاهم معاهم و عليهم عليهم: دعوة لغسل الدماغ

تعلمت في علم النفس ان الانسان بطبيعته يحب الانتماء الى الجماعه وذلك لاحساسه بالامن و الامان اضافة الى عدم الاحساس بالمسؤولية ، و يؤكد هذه النظرية سلم ماسلو للاحتياجات حيث تأتي الحاجة للامن مباشرة بعد الاحتياجات الجسمية مثل التنفس و الاكل والشرب.

ومن ملاحظتي المتواضعه لمجتمعاتنا العربية تبين لي ان من خلال نظرية الانتماء للجماعة يمكننا تفسير اغلب التصرفات في مجتمعاتنا، فعلى سبيل المثال ، سياسيا ، اذا انتخب الناس انتخبنا و اذا جلسوا في بيوتهم جلسنا

لاحظ ان مصطلح الناس يعني الدائرة المغلقة او الجماعة التي تصلنا بهم علاقة معينة ، قرابة ، صداقة ، جيران ...

اقتصاديا ، اذا قامت شركة منافسة بالتسويق عبر الفيس بوك نقوم بالعمل نفسه واذا لم يسوقوا ، لا نسوق

طبعا لا ينطبق كلامي على كثير من الناس او الشركات فاول واحد قرر ان ينتخب او لا ينتخب و حذا الاخرون حذوه او الشركة التي سوقت او لم تسوق و حذت الشركات حذوها هم قادة الجماعه.

و من الجدير بالذكر ان نظرية الانتماء للجماعه تعني ايضا تحقيق اهداف مشتركة لجميع افراد المجموعه ، يعني بالعربي الاتفاق مع الجماعه او عدمه يجب ان يكون مبني على رؤية الفرد و طموحاته و اولوياته و ليس فقط للشعور بالامان و تحمل اقل حد من المسؤولية

يعني ان ما ذكرته في بداية المقال بان نظرية الانتماء للجماعه تفسر تصرفات المجتمعات العربية هو كلام غير دقيق، لذا فأنا اطرح نظرية جديدة الا وهي نظرية معاهم معاهم عليهم عليهم و يمكن اختصارها بالرموز التاليه << >> او م.م. ع.ع.

تقول هذه النظرية ان الفرد في مجتمعاتنا العربية "للاسف" يحب ان لا يتحمل المسؤولية ، ليس لديه ثقة في افكاره و لديه هاجس من الخوف مما يؤدي به الى اتباع جهة معينه و تقليد ما تقوم به بدون تحليل عواقب هذه الافعال سلبا او ايجابا.

سؤال تعلمته في مسرح الفكر الجديد "ليش؟"

"ليش" نجح بعض الناس بتخطي هذه العقبة و فشل الاخرون ،لماذا اصبحت هذه الشركة هي الشركة الرائدة او هذا الشخص هو قائد الجماعة ، لماذا لم ولا نتسائل "ليش؟"

"عندما سقطت تفاحة قال الناس: سقطت تفاحة لا واحد قال لماذا سقطت"

لماذا دائما نفكر بنفس الاسلوب النمطي التقليدي ، لماذا لا نكون مختلفين و لكن منطقيين في نفس الوقت؟

انا انسان عملي و اعلم ان البعض يسهل عليه انتقاد حالة او وضع معين و لكن يصعب عليه اتخاذ الخطوات المناسبة لتحسين هذه الحالة او هذا الوضع. لذلك اريد ان اطرح بعض ما يمكن تسميته "بالحلول" لهذه الظاهرة، اذا تسألت "ليش" و توصلت الى ان ما يحدث يمكن ان يكون افضل أو يمكن ان يتم بطريقة اخرى تتناسب مع بيئة الحالة الحالية فان ذلك سيقودوني الى سؤال جديد هو "أين"

"أين" اريد ان اصل ؟ مجتمع متعلم مثقف؟ عائلة سعيدة ؟ شركة ناجحة ؟ طبيب بارع؟

كل انسان على هذه الارض لديه ادوار يقوم بها ضمن منظومة من الشبكات و الانظمة المتداخلة ( Actor Network Theory) مثلا انا اب و محاضر بالجامعه و اسكن في عمان و اردني و اعمل في الاستشارات ... اذا انا انتمي الى شبكة عائلية معينه ، ايضا شبكة الجامعه ايضا شبكة سكان عمان و شبكة الاردنين و شبكة العاملين في الاستشارات و وو ... و في كل شبكة او نظام يوجد عوامل مؤثرة و متغيرات و اشخاص Actors او اشياء Actants يؤثرون في المجموعه التي تنتمي الى هذه الشبكة. اذا لدينا ادوار مختلفة و عواملة متداخلة و متغيرة و اهداف على مختلف الاصعده. وبما اننا تسألنا "ليش" و "اين" فمن المنطقي ان لا نترك حياتنا للظروف و العوامل لتحركنا كيف شاءت، ان في حياتنا ايضا الكثير من التحديات ولكن الكثير من الفرص ايضا ، اذا "أين" تكمن التحديات و "أين" تكمن الفرص؟ و هنا يجب ان نسأل "كيف"

"كيف" يمكن ان اتخطى التحديات و استغل الفرص المتاحة و احقق اهدافي بما يتماشى مع امكانياتي و قدراتي ؟ "كيف" يمكن ان احسن ، اطور ، ابتكر ولكن ليس لاني اريد عمل شيء جديد فقط ولكن لاني اريد نتائج ملموسة.

"أن مشوار الالف ميل يبدا بخطوة واحدة" ، اذا نظرت بعين نيوتن للتفاحة و علمت اني استطيع ان اصنع الكثير بامكانياتي فانني حتما سأحقق اهدافي

"حتى اكبر البوابات في العالم لها مفاتيح صغيرة"

في النهاية اريد ان الخص ما كتب بان لكل منا دور في الحياة و مجموعات ينتمي اليها و ان الانصياع للجماعه هو ليس بالأمر السلبي بشكل مطلق اذا تم عن وعي و ادراك و فهم لاهداف الجماعه ولكن الانسان دائما يحتاج لان يشغل برنامج "ليش؟" و "أين؟" و "كيف؟"

سليمان شنك

twitter.com/sulyway